بإطلالة جديدة عبر منصة “شاهد”، يعود النجم السعودي ناصر القصبي إلى الدراما بعد فترة غياب، من خلال مسلسل “فبراير الأسود” الذي انطلق عرضه مطلع سبتمبر، في عمل قصير من 10 حلقات، تأليف ناصر العزاز وإخراج عمرو صلاح، يجمع بين الطابع الاجتماعي والكوميديا السوداء المشبعة بالمفارقات.
“سعود
“.. شخصية مختلفة يجسد القصبي دور “سعود”، شاب يخرج لتوّه من السجن ليواجه ضغوطاً قاسية: ديون متراكمة، تهديد خاله بطرده من المنزل، ومطاردة من ضحايا ماضيه. وبين الانتقام والاحتيال والبحث عن بداية جديدة، يصنع بطـل العمل سلسلة من المواقف الطريفة والمثيرة التي تعكس تناقضات المجتمع. وقد أثارت الشخصية منذ الحلقات الأولى تفاعلاً واسعاً، لكونها مختلفة عن الأدوار التقليدية التي اشتهر بها القصبي.

نخبة من الممثلين
إلى جانب القصبي، يشارك في البطولة كل من حبيب الحبيب، سناء بكر يونس في دور “أم سعود” التي تصطدم بماضي ابنها، ووجنات الرهبيني بدور “أم حمزة” السيدة الحريصة على المال والتي تشكّل نقطة تحول في مسار القصة، إضافة إلى بشير غنيم، خالد الفراج، ويزيد المجيول، في توليفة درامية تضيف عمقاً للأحداث.

فبراير الأسود
جدل وتفاعل جماهيري
ومع عرض الحلقتين الأولى والثانية، تصدّر المسلسل النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد متابعون بالفكرة وجرأة الطرح، في حين انتقد آخرون الديكورات التي اعتبروها غير معبّرة عن حقبة أوائل الألفية. ورغم ذلك، أبدى الجمهور فضولاً كبيراً لمتابعة بقية الأحداث، خصوصاً مع سرعة الإيقاع وقصر عدد الحلقات.

فبراير الأسود
استلهام من “فبراير 2006”
ورغم طابعه الكوميدي، يستند العمل إلى حدث مفصلي في الذاكرة السعودية: انهيار سوق الأسهم في فبراير 2006، أو ما عُرف حينها بـ”فبراير الأسود”، حين خسر المؤشر أكثر من نصف قيمته وتبددت أحلام آلاف المستثمرين. ومن هذه اللحظة التاريخية، تنبثق شخصية “سعود” التي تجسد تجربة جيل طارد أحلام الثراء السريع ليجد نفسه عالقاً بين الديون والخسائر وصراعات العائلة.
وبين الطموح والانكسار، تتحول قصة البطل إلى مرآة لمجتمع بأكمله، ما يجعل المسلسل ليس مجرد دراما للترفيه، بل استعادة لدرس تاريخي شكّل ذاكرة جيل كامل، في قالب درامي جديد يجمع ما بين الكوميديا والنقد الاجتماعي





